احتجاجات ضد العنصرية في ألمانيا بعد مقتل شاب أسود برصاص الشرطة

احتجاجات ضد العنصرية في ألمانيا بعد مقتل شاب أسود برصاص الشرطة
عناصر من الشرطة الألمانية - أرشيف

خرج مئات الأشخاص في مدينة أولدنبورج شمال غرب ألمانيا أمس السبت، في مظاهرة حاشدة رفعوا خلالها شعار "العدالة للورينتس"، تعبيرًا عن غضبهم من مقتل الشاب الأسود لورينتس البالغ من العمر 21 عامًا، برصاص أحد عناصر الشرطة خلال عطلة عيد الفصح الماضية.

وأكدت الشرطة أن نحو 300 شخص شاركوا في المسيرة، رغم توقعات المنظمين بحضور يقارب أربعة آلاف متظاهر، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية، اليوم الأحد. 

ورفع المحتجون لافتات تحمل عبارات من قبيل "حياة السود مهمة" و"سلاح الخدمة ليس تفويضًا بلا مساءلة"، في إشارة إلى رفضهم لما وصفوه بالعنف غير المبرر واستخدام القوة المفرطة من قبل عناصر الأمن.

صدمة في أولدنبورج

أثار مقتل الشاب صدمة واسعة في مدينة أولدنبورج التابعة لولاية سكسونيا السفلى، حيث تجاوزت مشاعر الحزن والتعاطف حدود المدينة لتصل إلى أنحاء متفرقة من ألمانيا.

ودعت مبادرة "العدالة للورينتس" إلى المظاهرة بهدف "إرسال رسالة موحدة ضد عنف الشرطة والتستر المؤسسي"، مؤكدة أن الواقعة ليست حادثًا فرديًا، بل تعكس خللًا أعمق في ثقافة المساءلة داخل أجهزة الأمن الألمانية.

وأشارت المبادرة إلى أن الشاب لقي مصرعه بعد أن أطلقت الشرطة النار عليه من الخلف في مناطق متعددة من جسده، شملت الجذع والحوض والرأس، خلال محاولة القبض عليه في ليلة أحد الفصح.

القتل غير العمد

وجه الادعاء العام الألماني اتهامات للشرطي المتورط، البالغ من العمر 27 عامًا، بتهمة القتل غير العمد، موضحًا أن المتهم "كان يظن خطأً أنه في موقف دفاع عن النفس".

غير أن عائلة لورينتس وأصدقاءه يطالبون برفع الدعوى إلى تهمة القتل دون سبق الإصرار، مؤكدين أن إطلاق النار من الخلف لا يمكن تبريره بأنه عمل دفاعي. ووفقًا لتقارير الادعاء، كان لورينتس يحاول الهروب لتجنب الاعتقال عند وقوع الحادثة.

اتهمت المبادرة الشرطة بالعنصرية المؤسسية، معتبرة أن لون بشرة لورينتس كان العامل الأساسي وراء مقتله.

وقال الناشط سوراي مايليتافي من مبادرة "العدالة للورينتس": "نحن نؤمن بشدة أن لورينتس كان سيظل حيًا لو كان أبيض البشرة"، مضيفًا أن الأشخاص السود في ألمانيا يواجهون تجريمًا أكبر بكثير من نظرائهم البيض.

وأشار إلى أن رجال الشرطة قيدوا الشاب بالأصفاد وهو ينزف جراء إصاباته الخطيرة بدل تقديم الإسعاف الفوري له.

شكوك حول نزاهة التحقيق

انتقدت المبادرة التحقيقات الرسمية التي وصفتها بـ"الناقصة"، مؤكدة أن السلطات لم تستجوب جميع أفراد الشرطة الذين كانوا في موقع الحادث بوصفهم شهوداً، ما يثير الشكوك حول نزاهة التحقيق.

ويرى مراقبون أن هذه الواقعة أعادت إلى الواجهة النقاش حول عنف الشرطة والعنصرية في ألمانيا، خاصة في ظل سلسلة من الحوادث المماثلة التي أثارت موجات من الجدل والغضب في المجتمع الألماني خلال السنوات الأخيرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية